كسر بصمة شنغن في ألمانيا: كل ما تحتاج إلى معرفته

كسر بصمة شنغن في ألمانيا: كل ما تحتاج إلى معرفته

نظام البصمة في منطقة شنغن يعد جزءًا أساسيًا من سياسة الاتحاد الأوروبي لإدارة الحدود ومراقبة تدفق المهاجرين. يُعرف هذا النظام بنظام “يوروداك” (EURODAC)، وهو قاعدة بيانات مركزية تخزن بصمات الأصابع الخاصة بطالبي اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون منطقة شنغن. “كسر بصمة شنغن” هو مصطلح يشير إلى محاولة تجاوز القواعد المرتبطة بهذا النظام، خاصة عندما يسعى شخص ما لتقديم طلب لجوء في دولة أوروبية غير تلك التي قدم فيها بصماته لأول مرة. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل ما يعنيه كسر بصمة شنغن في ألمانيا، والإجراءات القانونية المتبعة، والعواقب المحتملة، وكيفية التعامل مع هذه الحالة.

1. ما هي بصمة شنغن (يوروداك)؟

بصمة شنغن هي جزء من نظام يوروداك الذي تم تفعيله في عام 2003. الهدف الرئيسي من هذا النظام هو منع تعدد طلبات اللجوء من قبل نفس الشخص في عدة دول أوروبية وضمان أن يتم النظر في طلب اللجوء في الدولة الأولى التي دخلها الشخص. يتم أخذ بصمات الأصابع من جميع طالبي اللجوء والمهاجرين الذين يدخلون منطقة شنغن بشكل غير قانوني وتخزينها في قاعدة بيانات يوروداك.

2. ما هو كسر بصمة شنغن؟

كسر بصمة شنغن يشير إلى محاولة الشخص تقديم طلب لجوء في دولة أوروبية أخرى غير الدولة التي تم فيها أخذ بصماته لأول مرة. على سبيل المثال، إذا دخل شخص ما الاتحاد الأوروبي عبر إيطاليا وتم أخذ بصماته هناك، ثم انتقل إلى ألمانيا لتقديم طلب لجوء، فإن طلبه قد يواجه رفضًا استنادًا إلى قاعدة دبلن التي تقضي بإعادة اللاجئ إلى أول دولة دخلها في منطقة شنغن.

3. قاعدة دبلن وبصمة شنغن

قاعدة دبلن (Dublin Regulation) هي اتفاقية بين دول الاتحاد الأوروبي تهدف إلى تحديد الدولة المسؤولة عن معالجة طلب اللجوء. وفقًا لهذه القاعدة، فإن الدولة التي يدخلها الشخص أولاً في منطقة شنغن هي المسؤولة عن معالجة طلب لجوئه. إذا تم اكتشاف أن بصمات الشخص موجودة في قاعدة بيانات يوروداك لدولة أخرى، فإن الدولة التي تم تقديم طلب اللجوء فيها (مثل ألمانيا) يمكن أن تعيد الشخص إلى الدولة الأولى.

4. إجراءات كسر بصمة شنغن في ألمانيا

إذا قدمت طلب لجوء في ألمانيا وتم اكتشاف أن بصماتك موجودة في دولة أخرى من دول شنغن، فإن السلطات الألمانية عادةً ما تقوم باتخاذ الإجراءات التالية:

  1. تحقق من بصمات الأصابع: عند تقديم طلب اللجوء، سيتم أخذ بصماتك والتحقق منها في نظام يوروداك.
  2. إصدار قرار دبلن: إذا كانت بصماتك مسجلة في دولة أخرى، فإن ألمانيا قد تصدر “قرار دبلن” لإعادتك إلى تلك الدولة.
  3. مهلة الاستئناف: لديك حق استئناف قرار دبلن خلال فترة محددة. من المهم الحصول على استشارة قانونية فورًا إذا كنت تواجه هذا الموقف.
  4. النقل إلى الدولة الأولى: إذا لم يتم قبول الاستئناف، قد يتم نقلك إلى الدولة التي تم تسجيل بصماتك فيها.

5. العواقب المحتملة لكسر بصمة شنغن

كسر بصمة شنغن قد يؤدي إلى عدة عواقب قانونية، بما في ذلك:

  • رفض طلب اللجوء: رفض ألمانيا لمعالجة طلب اللجوء بناءً على قاعدة دبلن.
  • الإعادة القسرية: قد يتم نقلك قسريًا إلى الدولة التي قدمت فيها بصماتك لأول مرة.
  • فقدان حقوق اللجوء: في بعض الحالات، قد تؤدي محاولة كسر بصمة شنغن إلى فقدان حقوق اللجوء في الاتحاد الأوروبي بشكل عام.

6. كيفية التعامل مع كسر بصمة شنغن

إذا كنت تواجه قرارًا بإعادتك إلى دولة أخرى بسبب بصمة شنغن، من الضروري أن تتخذ الإجراءات التالية:

  1. الحصول على استشارة قانونية: يجب عليك استشارة محامٍ مختص في قضايا اللجوء والهجرة فورًا للحصول على المشورة بشأن الخطوات التالية.
  2. تقديم استئناف: إذا كنت تعتقد أن لديك أسباب قوية للبقاء في ألمانيا (مثل وجود أفراد من عائلتك هنا، أو ظروف إنسانية خاصة)، يمكنك تقديم استئناف ضد قرار دبلن.
  3. جمع الأدلة: قدم جميع الوثائق والأدلة التي تدعم قضيتك، مثل المستندات الطبية، الشهادات العائلية، أو غيرها من الأدلة التي توضح أسبابك للبقاء في ألمانيا.
  4. التواصل مع المنظمات الحقوقية: هناك العديد من المنظمات غير الحكومية التي تقدم الدعم القانوني والمشورة لطالبي اللجوء في ألمانيا.

7. استثناءات من قاعدة دبلن

هناك بعض الحالات التي يمكن فيها تجاوز قاعدة دبلن والسماح للشخص بالبقاء في ألمانيا رغم وجود بصمة في دولة أخرى:

  • روابط أسرية: إذا كان لديك أفراد من عائلتك (مثل الزوج/الزوجة أو الأطفال) يعيشون في ألمانيا، قد يُسمح لك بالبقاء هنا.
  • الأسباب الإنسانية: في بعض الحالات، قد تمنع الأسباب الإنسانية أو الصحية إعادة الشخص إلى الدولة الأولى.
  • انتهاء صلاحية بصمة دبلن: إذا كانت بصماتك مسجلة منذ أكثر من 18 شهرًا في الدولة الأولى، فقد تكون قاعدة دبلن غير سارية.

الخلاصة

كسر بصمة شنغن في ألمانيا يعد تحديًا قانونيًا كبيرًا قد يؤدي إلى رفض طلب اللجوء وإعادتك إلى دولة أخرى في منطقة شنغن. من المهم فهم القواعد والإجراءات القانونية المتبعة، والحصول على المشورة القانونية فورًا إذا كنت تواجه هذه المشكلة. قد توفر بعض الاستثناءات والظروف الإنسانية فرصة للبقاء في ألمانيا رغم بصمة شنغن، لذا يجب أن تكون مستعدًا لجمع الأدلة وتقديم استئناف في الوقت المناسب.